
الصين تتحكم في مجال الذكاء الصناعي بحلول 2025
لا يختلف إثنان على قوة الصين في مجال الصناعة والتكنولوجيا، حيث أصبحت تحتل مراتب الصدارة في تصنيع الأجهزة الذكية مثل الهواتف و أجهزة الكمبيوتر وغيرها، مما جعل القنوات الأمريكية التكنولوجية تبدي اهتماما كبيرا بمستجدات الصين في هذا المجال. يخصّص الإعلام الأمريكي حيزا مهما من نشراته الإخبارية للتحدث عن المشروع المعتزم تنفيذه من طرف مدينة تيانجين الصينية، حيث أعلنت عن مخططاتها لإنشاء صندوق لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي.
رصدت الحكومة الصينية مبلغا يقدر ب 16 مليار دولار لدعم مشروعها، معبرة عن رغبتها في احتلال الصدارة في المجالات التقنية، وتفوقها على كل البلدان المتقدمة في مجال التكنولوجيا مع حلول 2025. وقد تصدر الخبر كل القنوات الصينية وخاصة وكالة الصين الرسمية شينخوا، التي تحدثت بالتفصيل عن خبر المشروع الصيني الكبير.
كما تعتزم الصين تخصيص جزء كبير من ميزانيتها لتطوير البرمجيات والمعدات والأجهزة المتعلقة بالقطاع التكنولوجي، حيث تدخل هذه الخطة ضمن السياسات التي يعتمدها مجلس الصين والذي يهدف في الأخير إلى استثمار قطاع الذكاء الاصطناعي الذي من المتوقع أن يتحول في مجمله إلى قطاع يقدر بأكثر من 150 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة.
هذا بالاضافة إلى أن (سون وينكوي)، نائب رئيس بلدية مدينة تيانجين الصينية ،كان قد تعهد في وقت سابق بإنشاء صندوق إضافي لدعم معاهد البحث العلمي والذي قدرت قيمته ب 30 مليون يوان تقريبا.
في حين صرح (لي مينج) نائب وزير الخارجية الصيني للعلوم والتكنولوجيا ،مؤكدا أن الصين تعمل على إنجاح مخططها في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي من المتوقع أن يرى النور في غضون 2025 ،لتتصدر بعد ذلك هذا المجال كأول مركز للابتكار في العالم مع بداية 2030 .
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، المخطط الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، بمثابة تحدّ واضح للصناعة الأمريكية التي تعدّ المهيمن الأكبر في العالم على القطاعات الاقتصادية.
لا يخفى على الجميع أن الصين تحتل حاليا الصدارة في مجال المعلوميات والهندسة الالكترونية، إذ لا تقل جودتها عن تلك التي تتمتع بها باقي الدول المتقدمة سواء أمريكا أو غيرها، الشيء الذي دفعها للعمل على مخططها الجديد، لتحقيق أهدافها من أجل الريادة على مستوى العالم، منافسة بذلك شركات أمريكية كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي في غضون 6 سنوات.
ورغم أن الأمر لا يعدو مجرد منافسة شريفة للتفوق على الهيمة الواضحة لأمريكا على القطاع، إلا أن التوتر قد شمل مجموعة من الدول العظمى حول مصداقية هذا المخطط، الأمر الذي جعلها تبدي مخاوف بخصوص التطبيقات العسكرية لهذه التكنولوجيا الصينية الجديدة.