
عملية زرع الرحم .. ثورة في عالم الطبّ
من بين خمسة آلاف امرأة تولد امرأة واحدة من دون رحم حسب إحصائيات رسمية، بينما يتم استئصال الرحم لدى الكثيرات بسبب السرطان. زراعة الرّحم عملية دقيقة لكنها ممكنة جدّا، تمّ زرع 42 رحم حول العالم، فهذا النوع من العمليات لم يعد غريبا في الوقت الراهن، حيث أجرى عدّة أطباء في مختلف البلدان عمليات زرع للرحم منها تركيا والولايات المتحدة والصين والهند وغيرها من الدّول.
تطور عمليات زرع الرحم
كانت البداية في السويد، مع عملية مماثلة في العام 2014، حيث تمّ ولأول مرة إجراء رحم وذلك لسيدة سويدية تبلغ من العمر 36 سنة التي تبرّعت لها إحدى صديقاتها برحمها، حيث استغرقت العملية قرابة 12 ساعة، تمّ بعدها زراعة الرحم لدى السيدة المستقبلة في مدة 5 ساعات.
في العام 2015، قام الأطباء في بريطانيا بالاتفاق على إجراء أول عمليات لزرع أرحام لعشر سيدات، في حين قامت أزيد من 700 سيدة في بريطانيا بطلب لزرع رحم رغبة منهن في الإنجاب وحلّ مشكلة العقم لديهن .
حيث تكلّف مركز زراعات الارحام في بريطانيا بالتبرع بنفقات ثلاث عمليات زرع لفائدة 3 نساء حيث أوضح صعوبة القيام بعمليات إضافية لأن هذا النوع من العمليات يتطلب الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، حيث أن الكثير من النساء البريطانيات لا يستطعن تحمّل تكاليف العمليّة.
في العام 2017 أنجبت سيدة أمريكية أول طفل برحم مزروع في الولايات المتحدة الامريكية، حيث شكّل هذا الإنجاز الطبي انطلاقة جديدة لعمليات زرع الرحم في أمريكا وبقية العالم.
تطور العملية لتشمل نقل أرحام سيدات متوفيات
أطباء بريطانيون يجهزون جهودهم لزرع أول رحم في بريطانيا قبل نهاية عام 2018. هذه العمليات خطيرة تتطلب دقة عالية حيث تتطلب وجود كمّ كبير من عروق الرحم والتي تمتد على طول الحوض. أي أن الجراحة تتركّز على ربط أنسجة الرحم المزروع بأنسجة وعروق السيّدة المتلقيّة.
ريتشارد سميث، الطبيب المكلف بأبحاث زرع الرحم يقول انهم جاهزون لاستخدام رحم متطوعات منهم متوفيات ومنهن من لازلن على قيد الحياة..ويضيف قائلا أن هذه العمليات اصبحت أمنة وبسيطة ولا خوف منها فلم تعد تستغرق أكثر من 4 ساعات فقط مقارنة مع 12 ساعة في الماضي.
صرح الدكتور سميث لصحيفة بي بي سي انه تم اختيار مشاركات في المرحلة الاولى من العملية حيث قاموا بالاتصال بنحو 50 سيدة أقارب واعدنهن بالتبرع بأرحامهن..وطمأن كلا من المشتركات والمتبرعات ان العمليات اصبحت آمنة رغم ان هذه العمليات في السابق كانت تعرف مشاكل كبيرة كتكوين الجلطات وتلف اعضاء الحوض.
في المجمع العالمي لأطباء النساء والتوليد قام فريق من العلماء اليابانيين بكتابة مقال يصرّحون فيه ان عمليات زرع الرحم لا تزال قيد التجربة وقد اعترفوا بأهميتها خاصة في اعطاء النساء دون رحم الأمل في الانجاب.