
حظر تطبيق تلغرام Telegram في إيران و روسيا
تعرض ما يقارب نصف حركة الانترنت في إيران إلى شلل تام، بعد أن أعلن القضاء الإيراني مؤخرا حظر Telegram App، باعتبارها خدمة مراسلة غير قانونية و عدو فعلي للنظام و تهديد الأمن القومي الايراني، باستخدامها للتحايل على الرقابة الإعلامية الحكومية.
وجاء حظر إيران بعد أسابيع فقط من هجوم مماثل على Telegram من قبل الحكومة الروسية ، مما يشير إلى وجود اتجاه للحقوق الرقمية التي بدأت تثير القلق مؤخرا.
1- تشفير Telegram سبّب حظر التطبيق
يذكر أن تطبيقات المراسلة الآمنة مثل Telegram تعمل عن طريق تشفير الرسائل عند نقاط نهاية الاتصال بتفيل تقنية End-to-end، أي أن جهازك وجهاز الشخص الذي تقوم بإرسال الرسائل إليه، تبقى غير قابلة للقراءة، حتى إذا قامت إحدى جهات التجسس باعتراضها. فبالنسبة لمعظم الأمريكيين والأوروبيين، أصبح التشفير المتكامل هو القاعدة وليس الاستثناء، حيث تقدم خدمات المراسلات الشهيرة مثل iMessage و Facebook Messenger و WhatsApp هذه التقنية بدرجات متفاوتة.
أما في بلد مثل إيران، حيث تقيّد الرقابة الحكومية بشدة الوصول إلى المواقع الغربية والمحتوى الذي يعتبر “غير أخلاقي” أو ضارًا للحكومة ، فيبقى Telegram هو المتهم الرئيسي في ذلك. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الاستخدام الواسع لخدمة Telegram، فإن العديد من الخبراء الأمنيين انتقدوا هذا التطبيق باعتباره غير مضمون لأنه لا يقوم بتشفير الرسائل بشكل كامل.
2- Telegram وحرية الرأي في إيران
لكن تشفيرالرسائل لم يكن السبب الرئيسي الذي جعل الحكومة الإيرانية تتخذ مثل هذا الإجراء، فقد صرحت بأن الأمر يتعلق أيضا بميزة قنوات Telegram، والتي تتيح للمنافذ الإخبارية القدرة على نشر المحتوى للمشتركين، إذ توفر هذه القنوات لشرائح كبيرة من الإيرانيين إمكانية الوصول إلى مواقع إخبارية محظورة مثل الإذاعة البريطانية (بي بي سي). حيث أكدت أن الملايين من الإيرانيين استخدموا Telegram للوصول إلى هذه القنوات بشكل منتظم خلال الفترات الأخيرة.
وترى الحكومة الإيرانية أن الحظر، هو بمثابة تشجيع لخدمات المراسلة المحلية، مثل سوروش ، والذي يتوفر على العديد من المزايا مثل Telegram ، إلا أنها محصورة بمتطلبات أجهزة استشعار الدولة.
يرى البعض أنه إذا كان الهدف النهائي للحكومة الإيرانية للحظر هو فعلا دفع جحافل المستخدمين بعيدًا عن “تلغرام”، فإن النتيجة حتما ستبوء بفشل كبير، إذ يمكن لشركة Telegram، التي نشأت في روسيا، التحايل على جهاز الرقابة الإيراني إلى حد ما، نظرًا لاستضافة خوادمها خارج البلاد. يذكر أن الحكومة الإيرانية قد قامت سابقا بتقديم مطالب عديدة إلى شركة Telegram لنقل خوادمها إلى إيران ، إلا أن الشركة قد رفضت ذلك، الشيء الذي زاد من دعم المواطنين للتطبيق.
3- حظر تطبيق Telegram في روسيا
وكما سبق الذكر فإن الحظر الإيراني أتى بعد حظر مماثل من قبل دولة أخرى معروفة برقابتها الصارمة. ففي أوائل أبريل، اتبعت المحاكم الروسية خطة لمنع الوصول إلى Telegram بعد رفض الشركة تسليم مفاتيح فك التشفير. وقد اتهمت السلطات الروسية Telegram بالتحريض على الإرهاب، وقد أدى الحظر إلى خروج الكتلة الروسية إلى تظاهرات متعددة على نطاق واسع نظمها مؤسس شركة تلغرام Pavel Durov. وفي الفترة الأخيرة، اتهم مؤسس شركة Telegram شركة Apple، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال حماية الانترنت، بالانحياز إلى السلطات الروسية عن طريق رفض السماح بتحديث برامج التطبيقات.
وقد قام Durov بتوجيه انتقاداته لشركة Apple مباشرة على قناته Telegram. وقد علقت إيريكا بورتنوي، التي عملت في مجال المراسلة الآمنة لمؤسسة Electronic Frontier Foundation، على هذا الأمر عبر الهاتف باستخدام Select All ، مع مقارنة التشفير الآمن باللقاح الضروري، مضيفة أن التشفير مهم للأشخاص الذين يحتاجون إليه، لذا عندما يستخدم الجميع التطبيق، فإن في الحقيقة ليس ذلك مؤشرًا على أن أي شخص قد تكون الحكومة مهتمة بمراقبته.
إن الهجمات الإيرانية والروسية على “تلغرام” قد تبدو متطرفة، إلا أن الولايات المتحدة أيضاً لديها علاقة مراوغة خاصة بها مع التشفير. حيث تزعم بعض المصادر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد طلب من مؤسس شركة “تلغرام” أن يكون لها باب خلفي للوصول إلى قاعدة بيانات التطبيق مما يجعله مكشوفا لها ولو بشكل غير معلن. وقد أظهرت كل من الأمثلة الإيرانية والروسية أن الباحثين المتحمسين للمعلومات سيجدون طرقًا للتحايل على رقابة الدولة بطريقة أو بأخرى رغم الحظر المفروض.